بسم الله الرحمان الرحيم
و التقوى تطلق في القران الكريم على عدد من الامور:
1-تاتي بمعنى الخشية والهيبة كما قال تعالى:* واياي فاتقون*/ البقرة: 41/ اي اخشوني وهابوني ,وكذلك في قوله:* واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله*/ البقرة: 281/ اي خافوا هذا اليوم وما فيه *ويخافون يوما كان شره مستطيرا* الانسان: 7
2-تاتي بمعنى الطاعى والعبادة كقوله تعالى:* ياايها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته*/ ال عمران: 102/ يعني اطيعوه حق الطاعة واعبدوه حق العبادة , وهو قول مجاهد: ان يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر.
3-تطلق على التنزه من الذنوب وهذه هي الحقيقة في تعريف التقوى في الاصطلاح, قال عزوجل:* ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فاولئك هم الفائزون *52/ النور: 52 /يتقه اي يترك المعاصي والذنوب ,فذكر الطاعة والخشية ثم ذكر التقوى فعلمنا ان حقيقة التقوى شيئ اضافي غير الطاعة والخشية في هذا النص وهو تنزيه القلب عن كل قبيح.
4- وكذلك يقال في مراتب التقوى او حالات التقوى:
ا-اتقاء الشرك.
ب-اتقاء البدعة.
ج-اتقاء المعصية.
والله ذكر التقوى ثلاث مرات في اية واحدة, فقال سبحانه وتعالى :* ليس على الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وءامنوا ثم اتقوا واحسنوا*/ المائدة: 93/ فهذا التكرار ليس تكرارا مجردا, فقال بعضهم :
التقوى الاولى: تقوى عن الشرك ,
والثانية: تقوى عن البدعة ,
والثالثة: عن المعاصي ,
ويقابل الاولى التوحيد, والثانية السنة, والثالثة الطاعة ,فجمع بين هذه المنازل الثلاث( منزلة الايمان ومنزلة السنة ومنزلة الاستقامة والطاعة)
نقلا عن كتاب سلسلة اعمال القلوب لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد